الأحد، 13 مارس 2011

اليابان تحركت 2.4 متر من مكانها، والتسونامي أسرع من الطائرة النفاثة

تسبب زلزال اليابان العنيف في إزاحة جزيرة اليابان الرئيسية بواقع 8 أقدام (2.4 متراً) وتحول الأرض عن محورها بقرابة 4 بوصات.
ونجم عن الزلزال، الأعنف في تاريخ اليابان، 160 هزة ارتدادية خلال الساعات الأربعة وعشرين الأولى، 141 منها بلغت قوتها خمس درجات أو أكثر، وأمواج تسونامي ارتفعت لعشرة أمتار، وسارعت 50 دولة مطلة على المحيط الهادئ لإطلاق تحذيرات منها، وقال كينيث هدنت، وهو عالم جيوفيزيائي من وكالة المسج الجيولوجي الأمريكية "في هذه المرحلة نعلم أن واحدة من محطات تحديد المواقع GPS تحركت (8 أقدام)، كما أن الخرائط تظهر نمطاً من التحول في مناطق واسعة ينسجم مع التحول في كتلة البر."

وأشارت تقارير صادرة عن "المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلوم البراكين" في ايطاليا، إلى أن الزلزال العنيف حرك كوكب الأرض عن محوره ما يقرب من 4 بوصات (10 سنتيمترات).


ووقع الزلزال عند تمزق بجزء من قشرة الأرض مساحته قرابة 250 ميلاً طولاً و100 ميل عرضاً، بانزلاق الصفائح التكتونية لأكثر من 18 متراً، وتقع اليابان فوق منطقة "حزام النار"، وهي منطقة حول حوض المحيط الهادئ تنشط فيها الزلازل والبراكين تمتد على مدى 40 ألف كيلومتراً، وذكر مرصد الأرض لامونت-دوهرت بجامعة كولومبيا إن هزة اليابان "أكبر مئات المرات" من الهزة المدمرة في هايتي عام 2010، ونقلت وكالة جيجي اليابانية للأنباء أن انفجارا وقع في المفاعل رقم1 بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو إلكتريك باور (تيبكو) وعرض التلفزيون لقطات لبخار يتصاعد من المحطة، وقال المراسلون إن التسرب الإشعاعي الحاصل في المحطة النووية في كل ساعة يساوي المعدل المسموح به في عام كامل، حيث تتسرب ألف وحدة إشعاعية في كل ساعة وهو ما يجعل النشاط الإشعاعي في المحطة يفوق عشرين مرة المستوى الطبيعي.


المسؤولون اليابانيون حثوا السكان على الابتعاد عن محيط المحطة بنحو ثلاثين كيلومترا واتخاذ تدابير وقائية من قبيل البقاء في البيوت واستعمال الأقنعة الواقية وسط مخاوف من أن يمس الانفجار الحجرة التي يوجد بها الوقود النووي وأن يقع تسرب نووي.


أمواج التسونامي عبارة عن سلسلة من أمواج البحر السريعة والقوية التي تنتج عن الزلازل أو ثورات البراكين أو سقوط الشهب من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات.

ويكثر حدوث ظاهرة أمواج التسونامي في منطقة المحيط الهادئ، حيث يوجد أكثر من نصف براكين العالم. وعندما تقع تلك الظاهرة فإن المناطق الساحلية تتعرض دون إنذار مسبق في بعض الأحيان، لموجات بالغة القوة.
ويمكن لتلك الأمواج أن تحمل صخوراً من حوائط صد الأمواج، وزن الواحدة منها يصل إلى 20 طنا، وأن تقذف بها لمسافة 20 متراً.
والفارق بين أمواج التسونامي وأمواج البحر العادية هو أن طاقة الأولى تستمد من حركة الأرض وليس من الرياح. ويصل طول أمواج التسونامي (أي المسافة بين موجتين متتاليتين) إلى مئة كيلومتر، كما أن الزمن بين إحدى موجات التسونامي والموجة التالية لها قد يصل إلى ساعة كاملة وتصل سرعة أمواج التسونامي في المحيط الهادئ إلى 800 كيلومتر في الساعة، فإذا وقع زلزال في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، تصل أمواج التسونامي إلى العاصمة اليابانية طوكيو في زمن أقل مما تستغرقه الرحلة بين المدينتين بطائرة نفاثة، وعندما تقترب موجات التسونامي من الشاطئ فإن سرعتها تقل وتبدو كموجة عادية لكنها تتمتع بقوة شديدة للغاية.
فكلما قل عمق المياه تحت موجات التسونامي مع اقترابها من الشاطئ فإن سرعتها تقل، لكن ارتفاعها يزداد، ومن فرط شدة تلك الأمواج عندما تضرب الشواطئ، فإنها تكون قادرة على تجريف رمال الشواطئ واقتلاع الأشجار بل وتدمير مدن بأكملها، ويصل ارتفاع أمواج التسونامي إلى 30 متراً فوق سطح البحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق