الاثنين، 14 مارس 2011

القذافي وشياطينه...............حسن الأنصاري

الأوضاع في ليبيا تتصاعد نحو التعقيد، ومعمر القذافي الخارج عن القانون والمواثيق الدولية يبدو أنه لن يتخلى عن كرسيه بسهولة، وليس هناك ما يمنع شياطينه القمعية أن تبيد الشعب الليبي بأكمله! وقضيته أصبحت اليوم مثار جدل بين المثقفين في الغرب من خلال تساؤل حول: هل مدرسة «الجمجمة والعظام» الأميركية التي أنتجت الكثير من رؤساء الولايات المتحدة فعلا تريد ارساء النظام الديمقراطي في الدول العربية والاسلامية؟ وهل لديها نوايا صادقة في مساعدة شعوبها للقضاء على الأنظمة الاستبدادية القمعية فيها؟
 حيث الملاحظ أن الرابط السياسي بين ثورات الشعوب العربية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية يكاد يكون ميتا! فالمثقفون الغربيون أعميت بصيرتهم بسبب اللوبي الصهيوني، حيث ساد الاعتقاد بينهم بأن أداة الطغاة في ظل نظرية المؤامرة على السلطة خير وسيلة لقمع معظم المجتمعات العربية المعادية للسامية تماما كما كانت الحالة في أوروبا.
وأن هناك العديد من الطرق المقاربة بين الحكومات والمثقفين في أوروبا بوجود قضية مشتركة مع معمر القذافي مع الاعتقاد بأن بقاء أنظمة دكتاتورية في المنطقة العربية أمر طبيعي وإن القضية الفلسطينية هي الوحيدة التي تستحق اتخاذ موقف منها، لذا المهم إرضاء الحكام العرب المستبدين!
 ولهذا نجد تأرجح القرار السياسي الأوروبي والأميركي من نظام القذافي، بل وحتى منظمة «هيومن رايتس ووتش» لم توجه أي اتهام ضد القذافي لأنه دفع مبالغ طائلة طالبا مساعدته وإنقاذ كرسي رئاسته بواسطة فرقة النخبة في نادي اللوبي الصهيوني كما يقال! وفرقة النخبة مكونة من أعضاء الكونغرس والدبلوماسيين السابقين وأصحاب النفوذ الذين كان لهم دور كبير في قضايا حساسة مثل صفقات الأسلحة والارهاب والنفط والقيود التجارية في دول الشرق الأوسط! وهؤلاء ايضا يمارسون الضغط بكافة الوسائل على المشرعين في منظمات حقوق الانسان ودفع ملايين الدولارات لاصدار تقارير ساعدت مشروع قانون مجلس الشيوخ الداعي بعض الأنظمة العربية للحد من الانتهاكات الانسانية والذي ساعد في سقوط نظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي، ولكن أحدهم وهو «توبي موفيت Toby Moffett» كان له رأي آخر حيث قال لزملائه: «لا تفعلوا هذا الشيء الآن لأصدقائنا في مصر»!!
ومع استمرار الاضطرابات في مصر أصبح وضع فرقة النخبة حرجا مع السعي ببذل قصارى الجهد في محاولة للبقاء على خطوة متقدمة إلى الامام من الأحداث في ليبيا لمساعدة الطاغية القذافي الذي لن يصمد أمام إرادة الثوار الأحرار طويلا!
هذا الأمر يجعلنا نتساءل عن مدى توغل اللوبي الصهيوني في المنظمات الدولية لحقوق الانسان وحجم الفساد المنتشر فيها ومدى صحة تقاريرها عن منطقة الشرق الأوسط؟!
www.aldaronline.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق