الاثنين، 14 مارس 2011

صرخ يا ولاد الكلب تفاصيل الجلسات السرية بين الداعية الشاب وجمال مبارك لانقاذه من الانتحار

جريدة الموجز 
نعم إن الانتحار كان ملاصقا لجمال مبارك منذ أول أيام نجاح الثورة وحتي الساعات القليلة الماضية، فقد وجد نفسه في القاع بعد أن كان في السماء، ووجد نفسه يهان بعد أن كان يملك القوة والنفوذ والسطوة، لقد كانت الدنيا كلها بين يديه، فهو الحاكم والكل في الكل وكل الأمور تسير وفق مخططاته ولا ينزعج من أي شي خاصة بعد أن جرب خروج مظاهرات محدودة ترفض توريثه الحكم، ولم يصدق أو يتخيل أن يأتي يوم ويري فيه جموع الشعب تخرج في مظاهرة ضخمة ليس فقط للاعتراض علي توريثه الحكم ولكن علي الحكم نفسه، وكل يوم كان الخناق يضيق حول النظام بكامله والأحلام تتحول إلي كوابيس، لقد كانت الدولة متماسكة والنظام البوليسي يثير الرعب في النفوس، وهو يحاول أن يطرح نفسه شعبيا من خلال زيارة بعض القري الفقيرة، ولقد ظن أن الشعب مستعد لقبوله وأن الرافضين له هم قلة تسعي إلي الحكم بديلا عنه.
لقد كان جمال مبارك يشعر أن الجلوس علي مقعد الرئاسة اقترب جدا وأن الانتخابات الرئاسية القادمة بعد شهور ستحسم القلق خاصة أن الأب قد أعلن أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات وأصبح وصول جمال إلي الحكم مؤكداً، لقد كانت الأمور كلها تسير وفق ما يريد خاصة بعد أن أصبحت المعارضة تتخبط وتتشابك مع بعضها البعض، وكان جمال مبارك قد شعر بقوته بالفعل فمنذ ظهوره علي الساحة السياسية وهو الحاكم الحقيقي بل أن الأصنام الكبيرة في النظام خضعت له وأصبحت تحت أمره، بداية من الراحل كمال الشاذلي الذي أبعده جمال عن الحزب الوطني ثم يوسف والي الذي كان مصيره نفس مصير الشاذلي، ومع الأيام بدأ الجميع يركع تحت قدميه وأصبح هو المتحكم في صفوت الشريف وأحمد عز وكل الكبار في النظام، ولكن كانت أصوات الثوار في ميدان التحرير تجعل الأحلام تتحول إلي كابوس مرعب.
وفي كل ساعة تمضي كانت الثورة تسقط ركنا من أركان الفساد ويهتز العرش، ومع ذلك ظل جمال مبارك متمسكا بالأحلام وغير قادر علي تصديق ما يجري، وعندما ضاق الخناق علي والده وعلي نظامه كان يصاب بحالات هيستيريا وتناول العديد من أنواع المهدئات كي يبقي متماسكا وقادرا علي التفكير، ولكن مع ظهور قادة الجيش ومحاولات تدخلهم لإنقاذ الوطن من كارثة كبري وتحذيرهم للرئيس ونظامه من القادم، بدأ جمال مبارك يشعر بقرب النهاية فقرر أن يسيطر علي التليفزيون ليمنع صدور أي قرار عسكري وكي يأخذ مهلة من الوقت خاصة أن لجنة الحكماء التي تم تشكيلها استطاعت احتواء الغضب بدرجة كبيرة، ثم جاءت لقاءات عمر سليمان معهم لتجعله يتمسك بالأمل والحلم مرة ثانية، ولكن غضب الثوار استمر في مطالب واضحة ومحددة وهي رحيل مبارك ونظامه، وتم إقناع مبارك بإلقاء خطاب التنحي بالفعل وانتظرت جماهير الشعب في ميدان التحرير وامام شاشات التليفزيون أن يلقي الرئيس خطاب التنحي لكن الرئيس تمسك بنصائح الابن والزوجة وألقي خطابا مستفزا واشتعلت مصر وتحرك الثوار تجاه قصر القبة، واستمرت القصة المعروفة حتي جاءت اللحظة التي وقف فيها عمر سليمان ليعلن تخلي الرئيس عن الحكم وإسناد حكم البلاد إلي القوات المسلحة، وبعد كلمات عمر سليمان القصيرة انهار جمال مبارك، واختلي بنفسه وأسرع رجال القصر لمحاصرته خوفا عليه من الإقدام علي الانتحار، خاصة أنه كان يردد: "آه يا ولاد الكلب.." ولم يعرف الحراس من الذي يقصده بهذا الوصف، ولكنه سرعان ما تماسك رافضا أن يظهر في صورة الضعيف، ولكنه فجأة سمع صوت بكاء وصراخ بعض الحاشية في القصر، فتمالك قوته وراح يتجول في القصر صارخا في الجميع كي يتوقفوا عن البكاء وهو يؤكد لهم أن كل شيء سيبقي كما هو وأن الأمور ستهدأ ثانية ويعود الرئيس.
وفي تلك الليلة حدثت المشاجرة الشهيرة بينه وبين شقيقه علاء، لكنه ظل متماسكا لمدة أيام خاصة أن الانتقال من قصر الرئاسة ومن القاهرة كلها أصبح هو الحل الوحيد، وبالفعل انتقلت الأسرة إلي أحد القصور المملوكة لحسين سالم في منتجع شرم الشيخ.
وبدأت الأمور تستقر إلي حد ما رغم اختفاء خديجة الجمال والتي قيل إنها سافرت إلي لندن قبل قرار التنحي بأيام بصحبة والدها، وفي ليلة 14 فبراير استيقظ الحراس علي صرخات تأتي من جناح جمال مبارك وكانت الصرخات للخادمة التي شاهدت جمال مبارك يضرب راسه في الحائط حتي تسيل منها الدماء، وانهار جمال مبارك تماما، فقام الحراس باستدعاء الداعية الشاب (م. ح) الذي كان يثق فيه جمال مبارك وجلس معه ساعات وهو يقرأ القرآن الكريم ويحاول أن يقنعه بقضاء الله وقدره، وبالفعل استجاب جمال مبارك وهدأ، لكنه عاد مؤخرا ليصاب بحالات اكتئاب وكما ذكرت الصحف العالمية فإن جمال أطلق لحيته بالفعل والتزم الصمت ولم يعد قادرا علي الكلام، ولقد كان علاء يواصل في كل ليلة تأنيب جمال مؤكدا له أن الطمع في كل شيء هو الذي جعل مصير العائلة يسير إلي الهاوية، وهو الأمر الذي جعل الأخ الأصغر يشعر بالندم، وخلال تلك الأيام لم يكن جمال مبارك يجلس مع أحد سوي الداعية الشاب الذي بدأ يستدعيه بشكل يومي، وفي صباح الجمعة الماضية جلس الداعية الشاب معه ونصحه بالابتعاد عن القاهرة تماما بأي طريقة وأن يختار طريقا جديدا ويكفر عن خطاياه وسيئاته والله غفور رحيم، لكن جمال صرخ في الداعية الشاب بغضب وارتفع صوته وهو يقول: أنت شايفني عايز اقعد فيها تاني.. دي بلد يتعاش فيها تاني؟"، وانصرف الداعية الشاب، وبعد لحظات سقط جمال مبارك مغشيا عليه، وعلي الفور استدعت الأسرة قائد الحرس الذي اتصل بطبيب الرئيس السابق، وأخذ هذا الأخير عينات من دمه، ليكتشف محاولته الانتحار عن طريق تناول السم، كما اكتشف أن حالته النفسية ساءت في الفترة الأخيرة، وأنه يعاني اكتئابا شديداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق